• أمام ثورتنا .. أسئلة كبيرة .. لا تقف عند السلفيين وضرباتهم .. ومصير المسلمات الجدد .. وملاعيب الإخوان .. ومناورات الثورة المضادة .. وتوهان القوى السياسية .. ولخبطة أولى الأمر .. وأهم سؤال هو مصير هذا الوطن .. مصير مصر بعد 25 يناير الثورة
  • لست ضد النوايا الطيبة للشيخ حسان وتابعه الشيخ صفوت حجازى وجولاتهما المكوكية فى ربوع مصر لحل ما استعصى على الدولة وما صعب على الحكومة وما فشل فيه أولى الأمر، لكن الدولة دولة قانون
  • أعرف جيدا .. أننى حزين الأن .. لإقتران لقب "أبو العيش" بأمور فساد مالى وإدارى .. بعد أن كانت مثالا للإقتصاد الرحيم .. والتنمية التى لا تنقطع .. ونشر الثقافة .. والتوعية بقضايا البيئة .. والأعمال الخيرية .. وأتمنى من الله .. أن تزول تلك الغمة بظهور الحق وبيان الحقيقة التى لا يحتكرها أحد الان
  • وبين الأب الذى "لم يكن ينتوى" .. والإبن الذى "كان ينوى" .. كانت هناك شهورا قليلة فاصلة عن موعد الانتخابات الرئاسية نفسها .. ولكن أيا منهما لم يكن قد أعلن عن تلك النوايا وكأن مصر ستظل أسيرة نواياهما
  • بينما أولئك المُصنفون "فرز تانى وتالت ورابع" من لصوص ومنافقين.. يحاولون تبديل وجوههم وتغيير مبادئهم وسلخ جلودهم القديمة كالثعابين والأفاعى

الاثنين، ١٢ يوليو ٢٠١٠

معنى التهلكة


نحن أبناء كوكب الأرض .. مقدمون على مستقبل صعب .. واجب علينا أن نخاف .. وكان فرضا علينا أن نستعد لذلك اليوم الذى نتجاهله .. حين ندرك أن تلك الأرض المستديرة قد نضبت مواردها .. سنوات قليلة وسينتهى مخزون البترول فى العالم .. وما لم نفكر فى مصدر أخر للطاقة فإن حياتنا ستصاب بالشلل المفاجئ .. يعرف العالم المتقدم ذلك جيدا .. لكنه يواصل حياته متجاهلا موطن الألم .. تدفعه شركات متعدية للجنسيات .. لا يهمها الا الربح .. شركات تتخطى ميزانياتها موازنات بلدان كبرى .. ومجتمعة أحيانا.

تجاوزت البشرية منذ سنوات نقطة الذروة فى استخدام البترول .. والقادم هو مرحلة التراجع .. لم تعد الأرض حبلى بمزيد من الذهب الأسود .. أنها تخوض مرحلة المخاض الأخير .. وبحلول عا 2025 ستصل الى أخر قطرة من البترول بداخلها .. سنعتصر الرمال المتشربة بالنفط حتى ننتزع الوقود منها .. وهو ما يحدث بالفعل فى كندا منذ سنوات، وسنطحن الصخور لنستخلص منها قطرات أخيرة .. ولكننا سنصل حتما الى تلك النقطة.

البشرية تفتح ذراعيها لأكبر أزمة غذاء ما لم يتوقف معدل نمو السكان عن القفز .. فتعداد من على الأرض تضاعفوا ثلاث مرات منذ عام 1950 .. وهذا يعنى أمر واحد .. أننا نحتاج الى مزيد من الطعام .. وهو ما سيعجّل بالتهام مخزون الأسماك فى المحيطات .. فاستخدامنا للأسماك تضاعف خمس مرات، وزاد من 18 مليون طن الى 100 طن .. واستهلاكنا للحوم سيزيد بكل تأكيد .. وسنكرر الوقوف أمام نفس المعادلة .. هل سنطعم الحبوب التى نزرعها للأبقار كأعلاف حتى نأخذ لحمها .. أم سناكل نحن الحبوب لسد العجز بين المطلوب والمتوفر .. فى ظل محدودية الأرض الصالحة للزراعة .. وندرة المياه العذبة واستهلاك الحصة الأكبر من المياه الجوفية .. خاصة أننا نحتاج لانتاج كيلوا جرام واحد من اللحم البقرى .. الى 13 ألف لتر من الماء .. ونحتاج الى 100 لتر لإنتاج كيلوا جرام واحد من البطاطس .. و4 آلاف لتر ماء لانتاج كيلوا أرز واحد.

لقد إنتهكنا الأرض التى نعيش عليها .. استهلكنا مواردها بشكل سريع للغاية وبدون وعى خلال الخمسون عاما الماضية .. وفى المقدمة منا سكان الدول الغنية .. لكن المصير القادم لن يفرق بين غنى وفقير خلال 50 عاما .. فى أمريكا سيواجه سكان المنتجعات التى زرعت فى قبل الصحراء الحقيقة .. عندما ستتوقف ما كينات الرى عن رش ملاعب الجولف الخاصة بهم .. ويصبح حمام السباحة الذى يلهو فيه الأوربيون فارغا .. فالأولويات ستتغير .. وما سيحتاجه الفرد ليعيش .. سيحرم على الرفاهية.

إنها معادلة صعبة .. كيف سنواجه احتياجات البشر الذى يتضاعفون بسرعة رهيبة .. بينما ستنفذ الطاقة .. وتشح المياه .. وتقل مساحات الأرض الصالحة للإستزراع.

هذا ما يفكر فيه بعض العقلاء فى العالم .. يبحثون عن حلول ويقترحون أنماطا مختلفة للإستهلاك .. وبدائل للموارد التى أفرطنا فى استخدامها دون وعى.

ماذا سنفعل إذا ما تضاعف عددنا نحن البشر على هذا الكوكب .. هل سيستأثر الأغنى .. أم سيسود الأقوى .. وتدور معارك الغذاء .. بعد أن بدأنا عصر حروب الموارد الطبيعية منذ سنوات .. بحربى العراق وأفغانستان.

أمام هذا الجدل الكبير .. قرأت خبرا يتهم فيه نائب برلمانى من نواب الإخوان المسلمين هو "على لبن" الحكومة بإهدار "المال العام" على برامج "تنظيم الأسرة" مسفها منها .. ومعتبرا اياها برامج لخدمة "الصهيو- أمريكية"، بالمخالفة للشريعة الإسلامية والاحدايث النبوية والدستور .. لمجرد أن تلك البرامج تهدف الى تقليص عدد الأطفال فى المتوسط .. من 5 و 4 أطفال للأسرة .. الى طفلين .. أو بمعنى أخر خفض معدل تضاعف عدد السكان فى مصر .. فى مواجهة ندرة الموارد ونقص نصيب الفرد من الماء العذب .. وهى حقائق حادثة بالفعل.

وحقيقة لا أعرف موقف الشريعة الإسلامية والاحدايث النبوية والدستور .. من مخاوف كونية كتلك التى ذكرتها فى البداية .. لكننى أعرف أن الله حذرنا من أن نلق أنفسنا فى التهلكة .. وأن الجوع والعطش الذى قد يصيب أحفادنا وأحفادهم .. تهلكة بلا شك.

وللحديث بقية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 
خد عندك © 2010 | تعريب وتطوير : سما بلوجر | Designed by Blogger Hacks | Blogger Template by ColorizeTemplates