• أمام ثورتنا .. أسئلة كبيرة .. لا تقف عند السلفيين وضرباتهم .. ومصير المسلمات الجدد .. وملاعيب الإخوان .. ومناورات الثورة المضادة .. وتوهان القوى السياسية .. ولخبطة أولى الأمر .. وأهم سؤال هو مصير هذا الوطن .. مصير مصر بعد 25 يناير الثورة
  • لست ضد النوايا الطيبة للشيخ حسان وتابعه الشيخ صفوت حجازى وجولاتهما المكوكية فى ربوع مصر لحل ما استعصى على الدولة وما صعب على الحكومة وما فشل فيه أولى الأمر، لكن الدولة دولة قانون
  • أعرف جيدا .. أننى حزين الأن .. لإقتران لقب "أبو العيش" بأمور فساد مالى وإدارى .. بعد أن كانت مثالا للإقتصاد الرحيم .. والتنمية التى لا تنقطع .. ونشر الثقافة .. والتوعية بقضايا البيئة .. والأعمال الخيرية .. وأتمنى من الله .. أن تزول تلك الغمة بظهور الحق وبيان الحقيقة التى لا يحتكرها أحد الان
  • وبين الأب الذى "لم يكن ينتوى" .. والإبن الذى "كان ينوى" .. كانت هناك شهورا قليلة فاصلة عن موعد الانتخابات الرئاسية نفسها .. ولكن أيا منهما لم يكن قد أعلن عن تلك النوايا وكأن مصر ستظل أسيرة نواياهما
  • بينما أولئك المُصنفون "فرز تانى وتالت ورابع" من لصوص ومنافقين.. يحاولون تبديل وجوههم وتغيير مبادئهم وسلخ جلودهم القديمة كالثعابين والأفاعى

الخميس، ٢٤ يونيو ٢٠٠٤



السكر طارد عبد الناصر .. والازمات القلبية دفعت السادات لتغيير عاداته

أمراض مؤسسة الرئاسة فى مصر


الرؤساء..
اولئك الذين يحكمون العالم .. ويملكون القوة والمقدرة .. يعتقد البعض احيانا انهم لا يمرضون .. ولا يعرفون الضعف .. وربما ينسى الناس فى غمرة اعجابهم او تذمرهم من قوة حكامهم ان الحكام بشر والبشر يضعفون، وينسى هؤلاء ان للبشر طاقة، وان الرؤساء يقضون فى مكاتبهم وسفرياتهم وتنقلاتهم ومقابلاتهم اكثر من 20 ساعة يوميا، هم مجبرون على نظام حياة مرهق، وتقاليد متعارف عليها تسمى (البروتوكول)، مطالبون بإظهار القوة واخفاء الضعف، والابتسام امام الكاميرات او حتى ترك الوجه بلا تعبير بينما الجسد من الداخل يئن تحت وطأة مرض عضال او الم مبرح، او عين تطوق الى اختلاس سويعات من النوم قبل الدخول فى مقابلة او حوار او مفاوضة رسمية لا يمكن الاستهانة بها وبأثارها، فالرؤساء محسوب عليهم كل شئ ولا مجال لذلات اللسان او تجاوز ما قد يجرجر بلادهم الى ازمات لا يحمد عقباها، خاصة ان أخطاء الرؤساء عادة ما ينتج عنها دماء ودموع.

كم الرئاسة متعبة، وكم السلطة مرعبة لكن احدا لا يعرف ولا يتخيل تلك الحقيقة امام بريق العرش، وللعرش أمراض .. نعم هناك أمراض درج أطباء الرؤساء والملوك على توقعها حتى قبل حدوثها كما يقول كتاب الحياة الخاصة للرؤساء والملوك للكاتب الرحل يوسف هلال، ومنها على سبيل المثال لا الحصر الأزمات القلبية  وهى المرض الذى اودى بحياة الكثير من الرؤساء فى العالم، وكذلك أمراض الشرايين التاجية والذبحة الصدرية والجلطات وكلها امراض مرتبطة بالحالة الانفعالية وكذلك ضيق وتصلب الشرايين بسبب قلة الراحة وكثرة التوتر، بخلاف قرحة المعدة الناتجة عن امراض القولون العصبى ، ومشاكل الهضم بسبب عدم انتظام تناول الوجبات، بخلاف مرض السكر الذى يرتبط هو الاخر بالتوتر والقلق بالاضافة الى الاستعداد الجينى للاصابة به.
واذا كانت تلك هى الامراض الرئاسية الشائعة فما هو التاريخ المرضى لرؤساء مصر؟؟
الاجابة تحمل بخلاف قائمة من الأمراض حقيقة اخرى وهى ان رؤساء مصر بإستثناء الرئيس محمد نجيب – الذى لم يمضى فى الحكم اقل من عامين، ولم تداهمه امراض الشيخوخة الا وهو بعيدا عن الحكم- ، كلهم تحملوا الامهم من اجل الاستمرار فى رسالتهم، وسواء اتفقنا او اختلفنا معهم فانهم تحملوا الكثير من أجل صالح مصر.
الرئيس جمال عبد الناصر بدأت معاناته مع المرض بعد اربع سنوات فقط من رئاسته لمصر، حيث عانى من مرض السكر منذ عام 1958، وان كانت بعض المراجع ترجع تاريخ اصابته بالمرض فى اعقاب نكسة الخامس من يونيو 1967، مما نتج عنه اصابته  بتقلص مؤلم فى شرايين ساقيه (الدوالى)وبسببها أصر طبيبه محمد صلاح الدين على تركيب اسانسير بين الدورين الاول والثانى فى منزل منشية البكرى حتى يتفادى عبد الناصر الارهاق، وبسببها تم إدخاله دورة للعلاج بالمياه المعدنية  فى بريخيا بالاتحاد السوفييتى.
وفى 11 سبتمبر 1969 أصيب عبد الناصر بأول نوبة قلبية وقام بعلاجه منها الدكتور  شازوف وزير الصحة السوفييتى الذى كان أستاذاً فى أمراض القلب، حيث كان الرئيس يحرص على الظهور بصورة الرجل القوى أمام الإعلام وخاصة أمام أمريكا، وكان حريصا على ان يكون طاقم أطباؤه بالكامل من الاتحاد السوفيتى لدرجة انه ثار على الرئيس الراحل أنور السادات فى أحد المرات عندما استقدم له طبيبا نمساويا.
وحتى عام 1970 لم يكن أحد يعرف ان عبد الناصر يعانى من أمراض السكر والقلب وتصلب الشرايين حتى انه فشل بسبب توتراته وتفاعله عصبيا مع الأحداث التى تدور حوله وهو مشارك أساسى بها فى تقليل نسبة السكر فى الدم، حتى جاءته النوبة القلبية الثانية فى 28 سبتمبر 1970 فى منزله، ووقتها طلب عبد الناصر ان تأتيه السيارة الى مكان وقوفه داخل مطار القاهرة فى وداع أمير الكويت لأنه لا يقوى على الذهاب السيارة التى عندما جاءته جرجر قدماه بصعوبة للوصول إليها،  وعاد الى منزله بعد ان  ودع الرؤساء والملوك العرب فى ختام اجتماعات القمة بالقاهرة، التى كان قد عقدها فى محاولة لوقف نزيف الدم العربى الفلسطينى و الأردني، وهرع إليه طاقمه الطبى الخاص لكى يتابعا الحالة، لكن النوبة القلبية كانت شديدة هذه المرة، ولم يقوى أحد على ايقافها.
وكانت اثار مرض الرئيس جمال عبد الناصر بدوالى الساقين تبدو عليه بوضوح أثناء إلقاؤه الخطب الحماسية حيث كان يحرص على تبديل موضع قدميه كل دقيقة حتى لا يسبب لهما الإرهاق، إلا انه رغم الآلام المبرحة لم يقوى يوما على تغيير عاداته فى إلقاء الخطب أو التقاء الجماهير.
أما الرئيس الراحل أنور السادات فكانت أعصابه الملتهبة سببا وراء تعاطيه أنواعا من المسكنات كما يقول يوسف هلال فى كتابه، بينما تذكر الوقائع انه أصيب بالنوبة القلبية الحادة اكثر من مرة.
وتقول قرينته جيهان السادات فى شهادتها على عصر زوجها بقناة الجزيرة لأحمد منصور مقدم البرنامج ان السادات اصيب  بأزمة قلبية في 15 مايو 1960 وبسبها قلل السادات من شرب السجائر، واجبر على تنظيم وقت عمله، وأقام لفترات متقطعة فى منزله الريفى بقرية ميت أبو الكوم، الى أن اغتيل رحمة الله عليه فى العرض العسكرى عام 1981، واعتبر سبب الوفاة صدمة عصبية شديدة مع نزيف داخل تجويف الصدر وتهتك بالرئة اليسرى.
والان يتلقى الرئيس حسنى مبارك العلاج فى المانيا من مرض الانزلاق الغضروفى ، فإننا ندعو الله ان يعيده سالما من اجل سلامة مصر فى تلك الفترة الحرجة.
وكان الرئيس مبارك قد اصيب بدوار وإغماء بسيط اثناء القاؤه خطاب امام مجلس الشعب فى رمضان الماضى اثناء افتتاح الدورة البرلمانية الجديدة، وعاد لاستكمال خطابه بعد تلقيه العلاج خلال 45 دقيقة، حيث كان الرئيس صائما رغم تعاطيه مضادات حيوية مكثفة نتيجة اصابته بنوبة برد حادة.
واصيب الرئيس مبارك بأعراض الانزلاق الغضروفى اثناء زيارته الاخيرة للعاصمة الروسية موسكو وقيامه بجولة مكوكية كعادته، الا ان الالام قد زادت عليه مؤخرا،  ونصحه الاطباء بضرورة اجراء جراحة يتم خلالها ازالة الغضروف، وتم اختيار احد المستشفيات الالمانية لاجراء الجراحة نظرا لوجود خبراء عالميين متخصصين بها، وتستغرق الجراحة التى وصفتها وسائل الاعلام بالبسيطة، والتى تجرى عبر المنظار الميكروسكوبى حوالى 45 دقيقة، ومن المتوقع ان يمكث الرئيس بعدها لمدة 6 ايام فى المانيا قبل ان يعود سالما الى القاهرة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 
خد عندك © 2010 | تعريب وتطوير : سما بلوجر | Designed by Blogger Hacks | Blogger Template by ColorizeTemplates