• أمام ثورتنا .. أسئلة كبيرة .. لا تقف عند السلفيين وضرباتهم .. ومصير المسلمات الجدد .. وملاعيب الإخوان .. ومناورات الثورة المضادة .. وتوهان القوى السياسية .. ولخبطة أولى الأمر .. وأهم سؤال هو مصير هذا الوطن .. مصير مصر بعد 25 يناير الثورة
  • لست ضد النوايا الطيبة للشيخ حسان وتابعه الشيخ صفوت حجازى وجولاتهما المكوكية فى ربوع مصر لحل ما استعصى على الدولة وما صعب على الحكومة وما فشل فيه أولى الأمر، لكن الدولة دولة قانون
  • أعرف جيدا .. أننى حزين الأن .. لإقتران لقب "أبو العيش" بأمور فساد مالى وإدارى .. بعد أن كانت مثالا للإقتصاد الرحيم .. والتنمية التى لا تنقطع .. ونشر الثقافة .. والتوعية بقضايا البيئة .. والأعمال الخيرية .. وأتمنى من الله .. أن تزول تلك الغمة بظهور الحق وبيان الحقيقة التى لا يحتكرها أحد الان
  • وبين الأب الذى "لم يكن ينتوى" .. والإبن الذى "كان ينوى" .. كانت هناك شهورا قليلة فاصلة عن موعد الانتخابات الرئاسية نفسها .. ولكن أيا منهما لم يكن قد أعلن عن تلك النوايا وكأن مصر ستظل أسيرة نواياهما
  • بينما أولئك المُصنفون "فرز تانى وتالت ورابع" من لصوص ومنافقين.. يحاولون تبديل وجوههم وتغيير مبادئهم وسلخ جلودهم القديمة كالثعابين والأفاعى

الثلاثاء، ١٨ مايو ٢٠٠٤

هل اغتالت أمريكا رئيس مجلس الحكم لضرب النفوذ الإيرانى وإشعال حرب بين الشيعة



ضحايا بوش فى العراق 3 أضعاف ضحايا شارون خلال 4 سنوات

هل اغتالت أمريكا رئيس مجلس الحكم لضرب النفوذ الإيرانى وإشعال حرب بين الشيعة

من الذى قتل عز الدين سليم رئيس مجلس الحكم الانتقالى الذى اختارته قوات الاحتلال؟ ولماذا الآن؟ وهل فعلتها المقاومة أم انه مخطط أمريكى؟

بعض العراقيين يرون أن الأمريكان فعلوها لإلصاق التهمة بتيار الزعيم الشيعى الشاب مقتدى الصدر وخلق توتر بين الفصائل الشيعية، بحكم أن عز الدين سليم شيعى وهو عضو حزب الدعوة الإسلامية الذى يؤمن بولاية الفقيه السائدة فى إيران، بينما يعارض المجلس تيار الصدر ولم يسانده فى معركته ضد قوات الاحتلال، وهو ما فتح الباب أيضا لان يكون اغتيال سليم هو ضربة لإيران ونموذجها السياسى خاصة أن طهران هى التى دعمت وضغطت حتى يصبح عز الدين سليم عضو فى المجلس الانتقالى.. إلا أن احتمال أخر طرح أن يكون تيار الصدر أو المقاومة العراقية قد فعلتها حقا فى إطار استهدافهم لأعضاء مجلس الحكم، فى حين تترامى الاتهامات للمقاتلين العرب وتنظيم الزرقاوى التابع للقاعدة، ولكن وسط هذا السيل من الاتهامات تبقى حقيقة ساطعة أن الولايات المتحدة هى المسئولة الأكبر عن توفير الأمن لأعضاء المجلس الذى اختارته خاصة أن اغتيال عز الدين سليم لم يكن الأول ولن يكون الأخير، بل سبقه اغتيال عقيلة الهاشمى عضو المجلس فى عملية مشابهة فى سبتمبر الماضى.
مؤيدو فكرة تورط أمريكا فى اغتيال عز الدين سليم يرون أن وقوع التفجير فى المنطقة الخضراء الخاضعة لحراسة أمريكية مشددة والتى يوجد بها مقر سلطات الاحتلال دليلا على ذلك، وان أمريكا لها مصالح فى خلق توترات داخلية كبيرة وحالة من عدم الاستقرار، لأن الاستقرار يعجل بخروج قوات الاحتلال من العراق.
هذا الأمر لم يجرؤ مجلس الحكم الذى اختار الياور بديلا لعز الدين سليم أن يبحثه لذلك سارع أعضاؤه باتهام المقاتلين العرب والأجانب الذين انضموا إلى المقاومة العراقية بقتل رئيس مجلسهم الذى لا يحظى بقبول شعبى ولا يعتبره العراقيون ممثلا لهم، وكان المبرر الذى قالوه أن هؤلاء يسعون إلى منع تسلم الحكومة الانتقالية لمقاليد الأمور فى البلاد، فى وقت  لا يعرف أحد فى العراق كيف ومنى ومن سيتولى إدارة أمور العراق بعد تاريخ 30 يونيو  المنتظر والذى أكدت عليه الإدارة الأمريكية بعد عملية الاغتيال  وما هى استقلالية من سيشكلونها ومدى تدخل الشعب العراقى فى اختيارهم.
المجلس الذى تصفه المقاومة العراقية بالعميل، سارع أيضا بمطالبة أمريكا حماية أعضائه وابدوا مخاوفهم من تقليص الإدارة الأمريكية برنامج تدريب أمنى خاص بأعضاء المجلس وكذلك من الدروع الواقية من الرصاص لحراسهم الشخصيين، والسيارات المدرعة، وتؤكد تلك المطالب عدة حقائق، أولها أن الفوضى الأمنية تعم العراق بشكل لم لكن له سوابق، رغم وجود ( 135) ألف جندى لقوات الاحتلال، وآلاف القوات التابعة لمجلس الحكم، والشرطة، والأمن، والدفاع المدنى، والمليشيات الأخرى، وشركات الأمن الأجنبية، ويفتح من جديد أبواب احتمالات تأجيل تسليم السلطة بشكل كامل للعراقيين، وبقاء الاحتلال إلى أطول أمد ممكن، حيث تسعى الولايات المتحدة إلى اتباع نهج شارون الذى يهدف إلى اقتلاع جذور المقاومة وبث الكراهية بين الطوائف واجتذاب الخونة والعملاء، حتى تضمن ألا يقوم للمقاومة قائمة مرة أخرى، والدليل على ذلك أن أمريكا قتلت فى العراق خلال عام ونصف ثلاثة أضعاف قتلى الانتفاضة فى أربع سنوات حيث سقط اكثر من 11 ألف عراقى – وفقا لموقع تعداد القتلى العراقيين والذى يديره نشطاء أمريكيون وأوربيون – مقابل قرابة 3500 قتيل فلسطينى.
والثابت أن عز الدين سليم كان يحظى باحترام نسبة كبيرة من المجتمع العراقى الشيعى وكان يعرف عنه الوطنية والإنصات للناس، لدرجة أن البعض رأى انه لم يكن مستهدفا لشخصه بل كان مستهدفا أعضاء آخرون فى المجلس الانتقالى، وربما أعضاء المجلس بالكامل، فى حين اتهمت أمريكا تنظيم القاعدة فى العراق بقيادة أبو مصعب الزرقاوى بتدبير الاغتيال متجاهلة بذلك إعلان  جماعة عراقية غير معروفة  تدعى كتائب الرشيد التابعة لحركة المقاومة العربية مسئولية حادث اغتيال سليم الذى وصفته بالخائن والمرتزق.
من ناحية أخرى  رجح الكاتب العراقى سمير عبيد أن يكون اغتيال عز الدين سليم رسالة لإيران قائلا أنه كان ضمن كوادر حزب الدعوة الإسلامية، وانه بعد انشقاق حزب الدعوة الإسلامية الشيعى بقى شكل عز الدين سليم ليشكل جناحا أسماه (ولاية الفقيه) الذى يؤمن بنظام ولاية الفقيه الذى يحكم إيران بزعامة خامنئى، وبالتالى دعمته إيران كثيرا، وفرضته على المعارضة العراقية فى مؤتمر لندن فى ديسمبر عام 2002، وعلى مجلس الحكم…. وعندما أصبح رئيسا لمجلس الحكم لدورته الحالية اجتمع بالسيد الأخضر الإبراهيمى قبل أسبوع وقال له( فى حالة أبعاد مجلس الحكم عن التشكيلة الوزارية الجديدة سوف نُسقط قانون الدولة العراقية( الدستور المؤقت) وهى مساومة من جانب المجلس وتذكير بصفقتهم مع بريمر.
من هنا يؤكد الكاتب أن عملية اغتيال (عز الدين سليم) هى عملية تصفية للأيديولوجية الإيرانية داخل مجلس الحكم، والحكومة (الشكلية) العراقية المقبلة، ومن خلال هذا يمكننا القول أن تنظيم ( ولاية الفقيه) سينتهى فى العراق، وسوف يأتى الدور على الموالين لإيران أو الذين، فى ظل فتور العلاقات الإيرانية  مع المجلس الأعلى للثورة الإسلامية (مجموعة الحكيم التى انشقت عن حزب الدعوة)،  خاصة أن مسئول أيرانى صرح أن إيران لا تؤيد سياسات المجلس الأعلى المتعامل مع قوات الاحتلال وتدعم السيد مقتدى ردا على تهديد المجلس الأعلى للثورة الإسلامية بطرد مقتدى الصدر من النجف، ومقاتلته بفيلق بدر التابع للمجلس الأعلى،  وحشد مظاهرة ضده تعدادها ربع مليون شيعى، فى وقت تسعى إيران لتصفية فيلق بدر على خلفية الصدامات مع عبد العزيز الحكيم الذى انتهى دوره إيرانيا، واستبداله بمقتدى الصدر وجيش المهدى.
وفى ظل تردد شائعات عن وساطة بين عز الدين سليم ومجلس الحكم وقوات الاحتلال، وان عز الدين كان يدعو الصدر إلى عدم التهادن مع الأمريكان.
لذلك سنعود إلى السؤال الأول .. هل قتل الأمريكان عز الدين سليم لإضعاف النفوذ الإيرانى وضرب نظام ولاية الفقيه فى العراق، وزيادة التوتر، وإشعال الفتنة بين الطوائف الشيعية لتتقاتل فيما بينها – هناك ميليشيات شيعية تابعة لفيلق بدر تشارك قوات الاحتلال فى قتال جيش المهدى – ولتعم الفوضى فيستمر الاحتلال؟
أم أن اغتيال عز الدين سليم نفذته جماعات المقاومة حقا وان الزرقاوى وراءها؟
إن كان الاحتمال الأول صحيحا فان ذلك يعنى أن العراق مقدم على حرب أهلية فريدة من نوعها بين الشيعة والشيعة، أما إذا كان الاحتمال الثانى هو الصحيح فان العراقيين يؤكدون انهم لن يصمتوا على من تصفهم بالخونة والمرتزقة فى مجلس الحكم وأعضاء الحكومة المزعومة القادمة، وان الحديث عن الأمن والاستقرار فى بلاد الرشيد لن يكون قريبا أو على مرمى البصر، وفى الحالتين لا يوجد مستفيد إلا الاحتلال .. فرحمة الله عليك يا بغداد.
حسن الزوام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 
خد عندك © 2010 | تعريب وتطوير : سما بلوجر | Designed by Blogger Hacks | Blogger Template by ColorizeTemplates