ابليس امريكى الجنسية
تفاصيل تمثيلية اسقاط تمثال صدام والاستقبال بالورود
لو ان ابليس نفسه هو الذى كان يقود الامريكيين فى غزو العراق لما استخدم كل هذا العنف والكراهية لابادة "البنى ادمين" الذين اقسم امام الله ان يدمرهم لانهم احفاد ادم ابو البشر، من فضله رب العباد على ابليس فطغى الاخير واستكبر الى اخر القصة المعروفة.
ولو ان ابليس شخصيا هو الذى وضع سيناريو اسقاط بغداد لما استطاع ان يفعله بهذا الشكل الذى بدا معه ان الحرب التى كانت قبل سقوط العاصمة العراقية، لم يخوضها سوى المخابيل والمهابيل والاشرار من العراقيين انصار الرئيس العراقى صدام حسين، وان العراقيين كما شاهدناهم وشاهدهم العالم خرجوا لاستقبالهم عن بكرة ابيهم بالورود والاحضان ودمروا تمثال صدام ليبدو الامريكيين وكأنهم انصار توكيلات توصيل الحرية والعدل الى المنازل مجانا ومنقذى الشعوب من الطغاة..
فالمشهد الدامى الذى لن يمحى ابدا من ذاكرتنا كان مؤلما، ليس لان الذى يسقط هو صدام حسين، ولكن لان العراقيين اعطوا لامريكا الفرصة بهذا الاستقبال الحافل، لان يقولوا للعالم اجمع وخاصة معارضى الحرب، انظروا.. نحن على حق فى ممارسة القتل لانقاذ الشعوب،.. نحن على الطريق الصحيح وانتم يا من تكرهون الحرب والدماء والدمار على خطأ..
...
ولان جرائم ابليس ليست من النوع الخفى ولا تنسى بالتقادم.. فان الايام تثبت وربما بإيعاز منه انه يحكم العالم الان من المكتب البيضاوى فى البيت الابيض، ويترك الادلة تتضح ضد افعاله، وكأنه يسخر من البشرية كلها، والدليل هو بدأ اتضاح معالم خطة اسقاط بغداد، وتحديدا الشق الخاص بهذا الاستقبال الحافل وتكالب العراقيين على تدمير بلادهم وسرقتها واسقاط تمثال صدام حسين ليبدو لمشهد بهذا الشكل الذى ذكرناه،.. فكيف حدث ذلك؟
فى الاسبوع الاول للغزو سربت ابليس الذى يقود الولايات المتحدة، خبرا يقول ان القوات الامريكية بعد اقتحامها بغداد ستقوم باعدام كافة الصحفيين الذين يعملون من بغداد تحت حماية النظام العراقى ويعبرون عن وجهة نظرة لانه وفقا لما يزعمون يتعاملون مع نظام غير شرعى وعليهم اما الرحيل من بغداد او تحمل مسئولية توفير الامن لانفسهم حيث سيعجز صدام عن ذلك.
ومع سقوط مدينة الناصرية الباسلة التى استعصت على قوات الاحتلال وكبدتهم خسائر مرعبة ومؤكدة فى جنوب العراق اعلنت القيادة المركزية الامريكية وصول احمد الجلبى اليها على رأس 700 مقاتل من ميليشياته المسماة القوّات العراقية الحرة وذلك مساء السادس من أبريل، والجلبى هذا مؤسس المؤتمر الوطنى العراقى ومرشح البنتاجون لرئاسة العراق الجديد، الذى يسمونه معارض منشق ونحن لا نراه سوى عميل باع بلده ودخل اليها على جثث ابناء الشعب الذى سيحكمه.
...
ثم سقطت بغداد باتفاق خيانة من القادة المقربين من صدام او باتفاق استسلام باع فيه صدام بغداد مقابل امنه الشخصى سواء بصفقة امريكية روسية، او انه هرب فى الانفاق التى يقولون عنها انها مدينة بكاملها اسفل بغداد او بعد مقتله على ايدى حراسه، ام بالقصف الامريكى او انه انتحر، وهى القصص التى يلوكها العالم الان فى الجديث عن مصير صدام الذى لا يعرفه الا ابليس الامريكى، ولكنه سعيد بتكرار لعبة بن لادن مع صدام، ليبقى السؤال.. اين الرئيس العراقى، وليس ماذا تفعل امريكا فى العراق.
المهم.. سقطت بغداد وجاء صباح الاربعاء 9 ابريل وشاهدنا جميعا نحو 150: 200 عراقى، او هكذا اوهمونا يقومون بإسقاط تمثال ضخم لصدام فى ميدان الفردوس بين فندقى شيراتون وميريديان.
ثم بعد فشل محاولاتهم لمدة نحو أربع ساعات فى إسقاط التمثال بحبل يشدونه، ولكنهم حين عجزوا طلبوا مساعدة مدرعة أمريكية كانت هناك بالصدفة فتقدمت وأسقطته بسلسلة ضخمة، فى مشهد رمزى به اشارة واضحة.
كلنا شاهدنا المنظر الذى نقلته وسائل الاعلام الامريكية فقط بعد ان نفذت تهديدها بضرب الصحفيين ومحطات التليفزيون فى فندق فلسطين صباح الثلاثاء 8 ابريل لتقتل طارق ايوب مراسل الجزيرة وصحفيان من وكالة رويترز وتصيب عشرات منهم وترعب الباقين حتى لا يتحركوا وينقلون التمثيلية التى يريدون لها ان تبدو كالحقيقة فى صباح اليوم التالى.
وقد شاهد العالم العربى هذه التمثيلية بمزيج من الإحباط وعدم التصديق، بل وتسرب الشك إلينا من البداية ونحن نرى البهجة تغمر هؤلاء وهم واقفين كجماعة واحدة من العراقيين والجنود الأميركيين الغزاة !
وهاهى حقيقة هذه التمثيلية التليفزيونية المزيفة تنكشف بعد أيام قليلة !
الصورة اليسرى تبين وصول أحمد الجلبى مؤسس المؤتمر الوطنى العراقيإلى الناصرية مساء 6 أبريل ويبدو فيها عدد من قواته المرتزقة الذين يحصلون على رواتبهم بالجنيه الاسترلينى من احمد الجلبى نفسه والذى تتبناه وزارة الدفاع الاميركية للعشر سنوات الماضية، وتقدر المبالغ التى صرفت عليه وعلى حركته وجيشه ما لايقل عن 150 مليون دولار مع ملاحظة ان مبادرة باول لتعليم العرب _البالغ عددهم 22 دولة _الديمقراطية لم يخصص لها سوى 29 مليون دولار؟؟
وعلى الرغم من ان جيش الجلبى لم يشارك فى اية عمليات عسكرية فى عملية الغزو مع انه تلقى تدريبات خاصة على القتال فى الولايات المتحدة ولكن كانت مهمته فقط "توفير الحماية لسيدهم والمساهمة مع المارينز فى التفتيش الدقيق الذى يخضع اليه كل من يطلب مقابلته سواء فى الناصرية او بغداد، وهم يرافقون قائدهم كظله بردائهم العسكرى الامريكى.
أما الصورة اليمنى فهى لنفس الشخص الواقف خلف أحمد الجلبي، لكن بعد ظهر يوم الأربعاء 9 أبريل فى ساحة الفردوس ببغداد أثناء تحيته للجنود الامريكيين وهم يسقطون تمثال صدام حسين، فى عملية دعائية شاهدها العالم كله كبرهان على انتفاضة شعبية هائلة يقوم بها العراقيين ضد نظام صدام.
وكان من الجائز تصديق فكرة ان الشعب يكره الرئيس العراقى وينفس غضبه المكبوت فى تمثاله الباقى فى الميدان، ولكن ان ينقلب العراقيين بهذه السرعة فهو الامر الذى ظل محيرا ويطرح معه سؤال.. اذا كان العراقيين لم يفعلوا ذلك وان هؤلاء النفر من مرتزقة الجلبى واللصوص الذين اطلقتهم قوات الاحتلال لينهبوا ويسرقوا كما يريدون بأوامر وحماية امريكية، والصور الاخرى لمن كانوا يضربون صور الرئيس العراقى بالحذاء هى للاكراد الد اعداء صدام فى عاصمتهم اربيل والشيعة فى مدينة صدام شمال بغداد.. فاين كان العراقيون..
ستجدهم فى الصورة رقم 3 التى يجب التدقيق فيها لترى جيداً توزيع القوات الأمريكية بميدان الفردوس، ولاحظ كيف أغلقوه فى وجه الشعب العراقى الحقيقى ونلاحظ الشارع يسار الصورة حتى لا يفسدوا اللقطة التى دبروا لها بدءا من ضرب فندق فلسطين وهو بالمناسبة المكان الذى التقطت منه صورة الميدان ونهاية باطلاق اللصوص والمرتزقة للسطو على كل شئ فى بغداد الا وزارة النفط العراقية التى لم يمسسها اى لص بسوء.. ليؤكد لنا ابليس الامريكى انها هدفه الحقيقى الذى لن يقترب منه احد.
اما الخدعة الشيطانية التى انطلت علينا جميعا وكأننا قطيع من الخراف، فكانت وللحق بارعة.. لكن ابليس الامريكى نسى ان لصدام اكثر من 3 الاف تمتال منتصبين فى انحاء العراق، واذا نشرت صور من يضربون التماثيل ويسرقونها، فانها لم تمنع صورة اخرى لا نعرف كيف تم تسريبها لهذا الرجل الى يقبل تمثال لصدام اسقطته القوات المحتلة فى تكريت وهناك عشرات الوقائع مثلها فى مدن اخرى لم تصور ولم تنشر.. انها صورة لمواطن عراقى يقبل رأس تمثال صدام كرمز وزعيم لا يجوز التعامل معه بهذه الطريقة المهينة.
لقد رحل صدام غير مأسوفا عليه، ولكن عادت للعراقيين صورتهم الحقيقة كشعب ابى شريف لا يتحالف مع محتليه ليحطم تماثيل رموزه وينهب ويسرق خيرات بلاده، رغم انف ابليس الذى اراد خداع العالم اجمع.. حتى وان نجح بضعة ايام، ولكن يبدو انه سيواجه اياما سوداء.. ونحن ايضا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق