بين النفوذ و"المنظرة" والتجربة الخليجية
بيزنس الأرقام الخاصة للسيارات فى مصر
- لماذا لا تقيم مصر مزادات لأرقام السيارات الخاصة على أن يذهب عائدها لصيانة الطرق ووسائل المواصلات.
- الشركة المصرية للاتصالات تطور شبكاتها من عوائد بيع الأرقام المميزة وشركات المحمول تفرض رسوم على أرقام المنظرة.
- ثلاثة ملايين سيارة فى شوارع مصر، 56 % منهم فى القاهرة والجيزة والاسكندرية .
تعليقان لا ثالث لهما غالبا .. سيكونا رد فعلك اذا ما شاهدت شخص يقود سيارة تحمل لوحة معدنية رقمها خاص جدا مثل "1" او "122" او"333" .
الأول أن تعتقد بأهمية هذا الشخص وانه " واصل " كما يقولون أو مسنود فى رواية أخرى .
اما الاحتمال الثانى ان يكون هذا الشخص قد دفع مبلغا وقدره لموظف المرور ليحصل على هذا الرقم او انه اشتراه من اى شخص اخر من باب "المنظرة" والوجاهة والشعور بالتمييز .. باختصار ان هذا الرقم "مدفوع فيه فلوس"
وبين الاهمية والمنظرة .. تضيع على مصر فرصة الحصول على مبلغ يتراوح بين 20 إلى 50 مليون جنيه على الاقل هى فاتورة الحصول بشكل قانونى على هذه الأرقام المميزة على غرار ما سبقتنا اليه دول عربية اخرى تقوم بعمل مزادات عليها تصل ايراداتها إلى ملايين الجنيهات واليكم التفاصيل .
فى امارة دبى وعلى مدى عام كامل تم خلاله عقد أكثر من 12 مزاد للارقام المميزة تمكنت خلالها الامارة من تحقيق ايرادات تصل إلى 2 مليون درهم فى المزاد الواحد بيع خلالها الرقم الواحد بمبلغ يتراوح بين 100 ألف إلى نصف مليون درهم ووصل عدد الأرقام المميزة المطروحة للتمليك 10 آلاف رقم ، وهو ما تكرر ايضا فى المملكة البحرينية إلى اقامت عدة مزادات حصلت خلالها على ايراد يقترب من 30 مليون جنيه ، وفى الحالتين تم توجيه المبالغ المحصلة إلى خدمة الطرق والصيانة وتوفير الاسعاف الطارئ .
اما هنا فالامر مختلف كما يؤكد لنا مصدر مرورى رسمى ، حيث يقول ان الحصول على الأرقام المميزة فى مصر لا يرتبط بمزادات او تجارة ولا يخرج عن امرين : الاول ان يتم منح هذه الأرقام كمجاملة لشخصية جماهيرية معروفة او بعد توصية ما مثلما تم منح لاعبو الاسماعيلية عام 1993 بعد فوزهم بدورى كرة القدم أرقام مميزة صغيرة كمكافأة لهم او ان يتم الحصول على هذه الأرقام بدفع اموال بشكل غير رسمى إلى الموظف المختص بادارة المرور ، وبخلاف ذلك ربما يحصل مواطن بالصدفة على رقم مميز دون قصد او رغبة.
ويكشف المصدر ان هناك اقتراح طرحه احد رجال الاعمال العام قبل الماضى بدخول أرقام السيارات المميزة والصغيرة فى بيزنس تستفيد الحكومة من عائداته لتطوير الطرق وتجميلها أو اصلاح وسائل النقل العامة ، ومع اهمية الاقتراح واقتناع المسئولين به الا ان شئ لم يحدث ووقع خلاف مبدئى حول الجهة التى ستتولى ادارة المزاد والتى ستحصل على عائداته هل هى ادارات المرور ام المحافظة، على الرغم من وجود هذه الشريحة التى تميل للحصول على رقم مميز لسياراتهم فى مصر ودفع أى مبلغ من المال مقابل ذلك.
فمثلاً لوحة السيارة رقم (3) ملاكى القاهرة يملكها الحاج حليم أشهر مشجعى النادى الأهلى والذى اشترى بيتاً فى منطقة العتبة ليتمكن من الحصول على الرقم حيث انه لم يكن من سكان القاهرة.
وفى الاسماعيلية كانت أول سيارة تم ترخيصها لمحافظ الاسماعيلية حسن عبداللطيف فى الستينيات وكانت رقم (1) ملاكى الاسماعيلية وسلمت السيارة بالمرور حتى اشتراها أحد الطيارين وباع الرقم لاحد الأغنياء الذى دفع فيه مليون جنيه ووضعه على أغرب سيارة مرسيدس كابروليه، أما رجل الأعمال محمد فريد خميس فهو أول من أخذ لوحة (8) ملاكى العاشر من رمضان.
ويؤكد المصدر ان لاعبو الكرة والقضاة والفنانون يفضلون امتلاك ارقام مميزة، وهناك تركيبة جديدة فى المجتمع ترغب فى التميزخاصة ان الحصول على هذه الأرقام يدل على الاهمية والثروة والنفوذ من ان اقتنى الملك فاروق أول من سيارة فى مصر وكانت تحمل اللوحة رقم (1) ملاكى مصر بينما حصلت الحاشية والمقربين على الأرقام التالية، كما ان هذه الأرقام الخاصة قد يتم توريثها من الأجداد للأبناء وربما تصبح يوما ثروة وتتحول إلى مبالغ مالية كبيرة خاصة ان الاقتراح الذى طرح قبل ذلك كان يتضمن امكانية عرض اصحاب الأرقام الممميزة فى مزاد رسمى يحصل خلاله صاحب الرقم على 50% من قيمته بينما تحصل الدولة على باقى المبلغ .
يذكر ان اخر تقرير رسمى رصد عدد السيارات المرخصة التى تسير فى شوارع مصر بثلاثة ملايين و207 الاف و344 سيارة من بينها 986 الفا و229 سيارة تجوب شوارع القاهرة وحدها بنسبة 30.7% من اجمالى عدد السيارات فى مصر باكملها.
واشار التقرير الصادر عن الجهاز المركزى للتعبئة العامة والاحصاء منتصف العام الماضى، انه يوجد فى الاسكندرية 440 الفا و269 سيارة بنسبة 13.7 % من اجمالى السيارات بينما يوجد فى الجيزة 384 ألف سيارة بنسبة 11.9 % ، وان اقل عدد من السيارات يوجد فى مصر يوجد فى محافظة جنوب سيناء حيث يقدر عدد السيارات بها بسبعة الاف و137 سيارة بنسبة 0.2 % من عدد السيارات فى مصر.
وتخيلوا معنا لو ان نسبة 10% من هذه السيارات سعى اصحابها للحصول على ارقام مميزة بمتوسط سعر 100 جنيه للرقم فان اقل عائد يمكن تحقيقه 30 مليون جنيه فما بالنا لو تنظيم هذا الامر من خلال مزاد .
وتعتبر الجهة الرسمية الأفضل فى مجال طرح الأرقام المتميزة من خلال مزاد هى الشركة المصرية للاتصالات التى تمكنت من تحقيق عائدات ضخمة نتيجة المزايدة على أرقام خدمة الانترنت المجانية كما يؤكد لنا المهندس محمود سالم المدير التنفيذى لإحدى هذه الشركات حيث تم عرض الأرقام بقيمة اسمية عالية وعندما تم المزايدة عليها وصل سعر أفضل رقم 07777777 إلى 400 ألف جنيه فى حين تدرجت قيمة الأرقام المتميزة التالية وفقا لسهولة الرقم وإمكانية حفظه وتسويقه وبلغ السعر فى المتوسط 100 ألف جنيه للرقم الواحد وتم تحويل أرباح هذا المزاد إلى تطوير شبكات التليفون وصيانة الشبكة الذكية التى تتيح توفير خدمات أكثر .
أما على مستوى الأرقام المنزلية الخاصة فان الشركة المصرية للاتصالات تنبهت فى الفترة الأخيرة وقامت بفرض رسوم مالية بسيطة لا تتجاوز 30 جنيه للمشترك الذى يطلب الحصول على رقم مميز وذلك بعد عرض عدد من الأرقام للمشترك لاختيار أسهلها أو ما يحمل دلالة خاصة بالنسبة له.
نفس الأمر يحدث مع شركات التليفون المحمول التى توفر الأرقام الخاصة للخطوط مقابل مبلغ 100 جنيه خاصة إذا ما طلب احد العملاء أن يتشابه رقم تليفونه المحمول مع تليفون المنزل وكان هذا الرقم خاليا، إما بالنسبة للكارت المدفوع مقدما فان الموزعين يقومون بتحصيل مبالغ إضافية على الأرقام المميزة بعد تجنيبها عن الكروت الأخرى ذات الأرقام العادية التى يحصل عليها الموزع من الشركة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق