لم تكن "المادة الثانية من الدستور" ولا "هوية مصر
الإسلامية" مطروحة للنقاش أو الجدل بين الأراء والتوجهات السياسية كافة، بشكل
مباشر أو غير مباشر قبل الجمعة الماضية، حتى
يرفع مئات الآلاف من الملتحين الذين تحركوا من محافظات مصر نحو ميدان التحرير برايات
سوداء من أجل حماية المادة الثانية، والهتاف – بحناجر لا أعرف كيف تصدق نفسها -
مطالبين بإسلامية الدولة، ومهددين بالوقوف بالروح والدم فى مواجهة أية محاولات
توفيقية يدرسها المجلس الأعلى للقوات المسلحة مثل وثيقة المبادئ فوق الدستورية أو وثيقة
المبادئ الحاكمة لاختيار لجنة صياغة الدستور، واللتان لم تقتربا من بعيد ولا قريب
من هوية مصر الإسلامية، ولا طالبت بإلغاء المادة الثانية من الدستور التى تنص على
أن الشريعة الإسلامية هى مصدر رئيسي للتشريع.