• أمام ثورتنا .. أسئلة كبيرة .. لا تقف عند السلفيين وضرباتهم .. ومصير المسلمات الجدد .. وملاعيب الإخوان .. ومناورات الثورة المضادة .. وتوهان القوى السياسية .. ولخبطة أولى الأمر .. وأهم سؤال هو مصير هذا الوطن .. مصير مصر بعد 25 يناير الثورة
  • لست ضد النوايا الطيبة للشيخ حسان وتابعه الشيخ صفوت حجازى وجولاتهما المكوكية فى ربوع مصر لحل ما استعصى على الدولة وما صعب على الحكومة وما فشل فيه أولى الأمر، لكن الدولة دولة قانون
  • أعرف جيدا .. أننى حزين الأن .. لإقتران لقب "أبو العيش" بأمور فساد مالى وإدارى .. بعد أن كانت مثالا للإقتصاد الرحيم .. والتنمية التى لا تنقطع .. ونشر الثقافة .. والتوعية بقضايا البيئة .. والأعمال الخيرية .. وأتمنى من الله .. أن تزول تلك الغمة بظهور الحق وبيان الحقيقة التى لا يحتكرها أحد الان
  • وبين الأب الذى "لم يكن ينتوى" .. والإبن الذى "كان ينوى" .. كانت هناك شهورا قليلة فاصلة عن موعد الانتخابات الرئاسية نفسها .. ولكن أيا منهما لم يكن قد أعلن عن تلك النوايا وكأن مصر ستظل أسيرة نواياهما
  • بينما أولئك المُصنفون "فرز تانى وتالت ورابع" من لصوص ومنافقين.. يحاولون تبديل وجوههم وتغيير مبادئهم وسلخ جلودهم القديمة كالثعابين والأفاعى

الجمعة، ١٥ يوليو ٢٠١١

التمويل .. والتخوين .. ولعبة "لِم التعابين"



فى مصر الأن موجة عاتية من التخوين .. نيرانها ملتهبة وحارقة وقاتلة أحيانا .. وقودها أحاديث مرسلة عن التمويل الأجنبى .. ومدخلها تصريحات أمريكية عن تمويل قدمته منظمات مجتمع مدنى فى واشنطن لنظيرتها فى القاهرة بقيمة 40 مليون دولار لمساعدة هيئات ومنظمات وأفراد يدعون للديمقراطية فى مصر منذ اندلاع ثورة 25 يناير.
لم يحقق أحدا فى الرقم ولا منابعه ولا قنواته ولا إكتشفه بجهوده الخاصة وتحرياته الواسعة .. بل أن السفيرة الأمريكية الجديدة فى القاهرة هى التى أعلنت عنه، ربما فى إطار الشفافية وحرية تداول المعلومات .. أو حتى بسوء نية .. لا أحد يعرف على وجه التحديد.
ولكن المؤكد أن هناك من إستغلوا التصريح الأمريكى الرسمى لتوجيه الإتهامات بعشوائية "مقصودة"، على طريقة إسماعيل يس عندما أمسك بخرطوم المطافى فأغرق الجميع بالمياه، ولم يطفىء نارا.
جماعة الإخوان العتيقة وحزبها الوليد كانوا أول من استخدموا تلك الأرقام فى تخوين خصومهم السياسيين، ووقف "الأخ" محمد مرسى رئيس حزب الحرية والعدالة متحدثا أمام عشرات الألاف من تابعى الجماعة عن ملايين الكونجرس التى لا تنفق الا لأغراض وإملاءات وشروط، ولكنه لم يفصح - وهو المتكلم بثقة العالم وقوة المتيقن - عمن تلقى أموال الكونجرس ولا كم تلقى ولا على من ستفرض الإملاءات .. هل على متلقى التمويل أم على مصر والمصريين.
ثم راح "الأخ" محمد مرسى فى ربط عجيب ومخل بإتهام خصومه السياسيين من الليبراليين وكل من يطالب بوضع الدستور أولا بأنهم صهاينة وأتباع صهاينة.
وعندما واجه الإعلام - برنامج "أخر كلام" على قناة "أون تى فى" - أحد كوادر الإخوان وهو "الأخ" محمد البلتاجى مبعوث الجماعة الأبرز فى ميدان التحرير أثناء الموجة الأولى من الثورة، راح يتهم وينفخ عروقه ويشيح بيديه وهو يتحدث عن الملايين التى تمول هدم الاستقرار فى مصر، مدعيا أن الجماعة تعرف لمن وصلت تلك الأموال وكيفية استخدامها، وعن اعداء مصر، متهما الإعلام وبالتحديد جريدة "المصرى اليوم" بإضطهاد الجماعة وتلفيق الأخبار حولها، وعندما واجهه مجدى الجلاد رئيس تحرير المصرى اليوم - على الهواء مباشرة - بصحة نقل الجريدة لتصريحات "الأخ" محمد مرسى .. صمت "الأخ" البلتاجى وتراجع، وفى اليوم التالى اعتذر عن مواجهة "الجلاد" بنفس البرنامج الذى تكلم فيه عن التمويل والعمالة، وكعادة أصحاب الاتهامات لم يذكر "الأخ" البلتاجى من الذى حصل على التمويل، وكيف استخدمه وكيف أضر بمصالح الوطن.
ورغم إدعاء وإنشقاقهم عن "الماسورة الأم" جماعة الإخوان المسلمين خرج من يسمون أنفسهم بـ"حزب الوسط"، متلبسين نفس مواقف الجماعة بالكربون، فى رفض الدستور أولا، ومقاطعة بعض فعاليات التحرير وأخرها الإعتصام الأخير والمستمر منذ الجمعة قبل الماضية، وإتهموا أيضا جماعات سياسية بتلقى تمويل لنشر الفوضى فى مصر، وإكتفى "الاخ" عصام سلطان بالإدعاء بأن لديه معلومات حول شخص قام باستلام 4 مليون دولار من السفارة الأمريكية وقام بتوزيع "بعضها" على البلطجية لإحداث حالة من الفوضى، مشيرا من بعيد ودون تصرح وتحديد للمهندس الاستشارى ممدوح حمزة - ربما -، وصديق له من الرموز الوطنية عضوا بحركات احتجاجية - ربما يقصد المهندس جورج إسحق-، وأن ثالثهم هو شخص مرموق وهو مرشح محتمل للرئاسة لم أعرف هل يقصد الدكتور محمد البرادعى أم عمرو موسى أم حمدين صباحى أم أيمن نور أم مرتضى منصور أم من بالتحديد، مدعيا أنه – ورغم علمه لن يذكر أسمائهم وإنما سيترك ذلك للأيام.
لم يكتف "الأخ" سلطان بذلك بل طالب السفارة الأمريكية بالإعلان عن من تلقى التمويل ولماذا وفيما أنفقه .. رغم إدعاؤه بأنه وطبعا الإخوة الأخرون بأن هذه الملايين الأربعون ذهبت لأشخاص وجماعات سياسية يعلمونها لنشر الفوضى فى مصر.
قطار التخوين "المجهل" لم يقف عند "الماسورة الأم" وفروعها - المعلنة وغير المعلنة -، ولكنه بلغ محطة أحزاب ليبرالية - أو يفترض فيها ذلك - ومنها الوفد الذى أعلن تحالفه مع جماعة الإخوان المسلمين فى الإنتخابات القادمة.
وبلغ رقم التمويل الأجنبى الذى تحدث عنه "الأخ" السيد البدوى" رئيس حزب الوفد، مليار جنيه – أى خمسة أضعاف ما أعلنت عن السفيرة الأمريكية الجديدة – وقال فى تصريحات صحفية أن السفيرة الأمريكية قالت "أنه تم تخصيص 160 مليون دولار لتنفيذ أجندة أمريكية - صهيونية، بخلاف تمويل العديد من وسائل الإعلام الفضائى لتوجيه الرأى العام والسيطرة عليه وإحداث البلبلة والفوضى عند الاقتضاء.
لم يذكر "أجزخانجى السياسة المصرية" فى تصريحاته المنشورة على جريدة روزاليوسف، من الذى تلقى تلك الأموال، ولا لمن قالت السفير أنها أنفقت مليار جنيه لتنفيذ أجندة أمريكية - صهيونية بكل هذه البجاحة والعلانية؟؟، ومن هؤلاء الخونة الذين سمعوا من السفيرة الأمريكية هذه التعليمات لتنفيذ أجندة أمريكية - صهيونية، وتسلموا الأموال وتحركوا فى الشوارع؟؟، وهل نفذوا الأجندة أم لا؟؟
الأمر فعلا خطير لأنه لم يقف عند حدود القوى السياسية، ولكنه وصل الى قيادات المجلس الاعلى للقوات المسلحة القائم المكلف بمهام الحكم فى مصر، الذى ظهرت قياداته فى مؤتمر صحفى منذ أيام قليلة عقب بيان المجلس – حاد اللهجة - الذى ألقاه اللواء الفنجرى، ليرد على الاتهامات بوجود تمويل أجنبى للمعتصمين المتواجدين فى التحرير.
لكن لواءات المجلس لم يقولوا من الذى يتلقى التمويل؟، وما الذى سيتم معهم؟، وكيف سيتم إجهاض مخططات "الاجندة الأمريكية الصهيونية"؟، ولا موقفهم مما نقله "الأخ" السيد البدوى عن تصريحات للسفيرة الأمريكية شديدة البجاحة؟، ولا سبل ونتيجة تعقبهم لمبلغ الميار جنيه؟.
كل ما قاله مساعدا وزير الدفاع اللواءان اركان حرب محمود حجازى وممدوح شاهين، أنهما يراهنان على أن الشعب المصرى قادر على التمييز بين الغث والثمين، وأنهم يعلمون بوجود عناصر تهدف الى اجهاض الثورة، ووجود شواهد على ذلك.
لم يذكر اللواءان تلك الشواهد نهائيا، ولكنهم وضعوا الشعب فى مأزق شديد حين نقلوا مناشدة "القوات المسلحة" له بالتصدى لهذا العبث ورفض التمويل الخارجى، وتحرى أهداف هذا التمويل، لم يقول أحد منهما ما هى مواصفات هذا التمويل؟؟، ولا من هم "سماسرة التمويل"؟؟، ولا من تلقى التمويل؟؟، ولا أى شئ أكثر من إتهامات تصيب الكثيرون، وتشوه سمعة سياسيين، بعضهم قد نمنحه أصواتنا لإدارة البلاد فى مرحلة قادمة.
ويذكرنى المشهد الحالى بمشهد من مسرحية "الجوكر" للكوميديان محمد صبحى، حينما وقف أمام الممثل محمود القلعاوى يقنعه بأنه عليه أن يلم "تعابينه" من على الأرض، إكراما حضرة الظابط، ولم يكن هناك "ثعابين" كما لم يكن هناك "ظابط".
كل ما نرجوه لمن يتهم أحدا بتلقى تمويل لتخريب مصر، ان يقل لنا من تلقى التمويل وماذا فعل به، ويطالب الحاكم الحالى بمحاسبة أمريكا على تقديمها عشرات الملايين من الدولارات، لتنفيذ "أجندة أمريكية – صهيونية" هى بالضرورة ضد مصلحة الوطن الذى استعدناه لتونا، ولكن أن نستخدم فزاعة التمويل الأجنبى لتشويه الخصوم السياسيين بلا قرينة ولا برهان ولا دليل ولا تحديد دقيق لهؤلاء الخونة والعملاء، فهذا يذكرنى بأجواء نظام أسقطناه من قبل، كان يتهم الثوار خصومه السياسيين أيضا - بتلقى تمويل باليورو والدولار .. ووجبة "كنتاكى" .. وهذا حتما لا يجوز .. ولا يليق .. ولا يمكن قبوله. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 
خد عندك © 2010 | تعريب وتطوير : سما بلوجر | Designed by Blogger Hacks | Blogger Template by ColorizeTemplates