• أمام ثورتنا .. أسئلة كبيرة .. لا تقف عند السلفيين وضرباتهم .. ومصير المسلمات الجدد .. وملاعيب الإخوان .. ومناورات الثورة المضادة .. وتوهان القوى السياسية .. ولخبطة أولى الأمر .. وأهم سؤال هو مصير هذا الوطن .. مصير مصر بعد 25 يناير الثورة
  • لست ضد النوايا الطيبة للشيخ حسان وتابعه الشيخ صفوت حجازى وجولاتهما المكوكية فى ربوع مصر لحل ما استعصى على الدولة وما صعب على الحكومة وما فشل فيه أولى الأمر، لكن الدولة دولة قانون
  • أعرف جيدا .. أننى حزين الأن .. لإقتران لقب "أبو العيش" بأمور فساد مالى وإدارى .. بعد أن كانت مثالا للإقتصاد الرحيم .. والتنمية التى لا تنقطع .. ونشر الثقافة .. والتوعية بقضايا البيئة .. والأعمال الخيرية .. وأتمنى من الله .. أن تزول تلك الغمة بظهور الحق وبيان الحقيقة التى لا يحتكرها أحد الان
  • وبين الأب الذى "لم يكن ينتوى" .. والإبن الذى "كان ينوى" .. كانت هناك شهورا قليلة فاصلة عن موعد الانتخابات الرئاسية نفسها .. ولكن أيا منهما لم يكن قد أعلن عن تلك النوايا وكأن مصر ستظل أسيرة نواياهما
  • بينما أولئك المُصنفون "فرز تانى وتالت ورابع" من لصوص ومنافقين.. يحاولون تبديل وجوههم وتغيير مبادئهم وسلخ جلودهم القديمة كالثعابين والأفاعى

الأربعاء، ١٨ مايو ٢٠١١

الجمهورية الحقيقية



فى مصر قامت ثورة .. ليست كغيرها من الثورات .. أخرج فيها شرفاء المصريين كل ما في جعبتهم من "قوة" و"تحمل" و"صبر" و"إبداع" .. ثورة غيرت من مفاهيم التحوّل السياسي .. وأبطلت مفعول الإرهاب كوسيلة للتغير .. وبدلت مهمة الاستشهادى من إيصال رسالته بالموت والقتل .. الى البحث عن الحياة .. ولم لا وقد صار هناك آلية للتغيير إسمها "الثورة السلمية".

قامت ثورتنا وأبدعت .. وغيرت .. وبدلت الأحوال والوجوه .. وحاكمت .. لكنها تعثرت.
تعثرت ثورتنا فى أحجار عشوائية ملقاة فى الطريق .. بعضها كان مختبئا مختفيا .. وبعضها كان متخفيا .. والباقى أحجار مصطنعة بحرفة ومهارة ممن يكرهون الثورة ويخططون الى إجهادها وإجهاضها .. أحجار الطائفية والتضليل والتخلف والأنانية والبلطجة .. وأمامنا حواجز فرضها الأمر الواقع مثل تراجع المؤشرات الاقتصادية واستمرار الانفلات الأمنى وعمليات الحشد والاستقطاب السياسي على أساس دينى وحروب تشويه السمعة.

أمام تلك المعوقات الطارئة والعشوائية .. يصبح لزاما علينا توخى الدقة والحرص .. وتحديد نقطة نهاية للثورة تتفق عليها الأغلبية .. حتى تبدأ مرحلة البناء سريعا .. وحتى نتحرر من أثقالنا التى تكبل خطواتنا للأمام .. فنتمكن من القفز فوق الصعاب وصولا الى مصر التى نحلم بها .. دولة "مدنية" تتساوى فيها الحقوق والواجبات .. "ديمقراطية" تمكِّن مواطنيها من المشاركة السياسية بـ"حرية" .. دولة تنتهج القانون وسيلة للعدل والفصل بين الناس .. وتعتقد فى العلم والتقدم .. وتمنح أفرادها أملا فى الحياة .. وقدرة على الإنجاز .. ومساواة فى "حق الحلم" .. والترقى بمعيار الكفاءة.

تعثرت ثورتنا ومعها الوطن .. وبات علينا فرضا أن نقيم مصر من عثرتها .. ونفكر فيها قبل أن نفكر فى أنفسنا.
تحتاج مصر من يمد اليها يده بفكرة أو مبادرة أو حتى بالصمت والهدوء.

تحتاج مصر أن نفكر فيها وننتمى اليها لا الى أفراد وزعماء وقادة .. وأن نحول انتمائنا الى مصر من الكلام الى العمل .. ليس شرطا أن يكون عملا من نوع خاص .. ولكن أى عمل أو جهد يمكن بذله وأى عطاء يمكن أن نمنحه.
تحتاج ثورتنا الى فتح كل أبوب النور .. لتتفتح العقول .. وتختفى نعرات الطائفية والتخلف وتصلب الأراء .. وتختفى معها المجالس العرفية وميراث السياسة التى تستغل الفقر والجوع والجهل والمرض فى إبتزاز الشعب .. فتنوير الشعب وجعله عارفا عالما .. هى المعركة الحقيقة التى يجب أن يتم خوضها فى الكفور والنجوع والشوارع والحارات .. ليس مطلوبا من أحد أن يبادل المعرفة بالتأييد .. فشعب يعرف .. هو شعب قادر على الإختيار.

تحتاج ثورتنا "الناجحة" .. "الناصعة" .. "السلمية" .. "الرائعة" أن نبتسم ونتفائل ونفرح حتى نملك الطاقة اللازمة للإستمرار.
إنها معركة الارادة التى كلما كانت معبرة عن الأغلبية .. كلما قادتنا الى تحقيق "حلم" الجمهورية الحقيقية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 
خد عندك © 2010 | تعريب وتطوير : سما بلوجر | Designed by Blogger Hacks | Blogger Template by ColorizeTemplates