• أمام ثورتنا .. أسئلة كبيرة .. لا تقف عند السلفيين وضرباتهم .. ومصير المسلمات الجدد .. وملاعيب الإخوان .. ومناورات الثورة المضادة .. وتوهان القوى السياسية .. ولخبطة أولى الأمر .. وأهم سؤال هو مصير هذا الوطن .. مصير مصر بعد 25 يناير الثورة
  • لست ضد النوايا الطيبة للشيخ حسان وتابعه الشيخ صفوت حجازى وجولاتهما المكوكية فى ربوع مصر لحل ما استعصى على الدولة وما صعب على الحكومة وما فشل فيه أولى الأمر، لكن الدولة دولة قانون
  • أعرف جيدا .. أننى حزين الأن .. لإقتران لقب "أبو العيش" بأمور فساد مالى وإدارى .. بعد أن كانت مثالا للإقتصاد الرحيم .. والتنمية التى لا تنقطع .. ونشر الثقافة .. والتوعية بقضايا البيئة .. والأعمال الخيرية .. وأتمنى من الله .. أن تزول تلك الغمة بظهور الحق وبيان الحقيقة التى لا يحتكرها أحد الان
  • وبين الأب الذى "لم يكن ينتوى" .. والإبن الذى "كان ينوى" .. كانت هناك شهورا قليلة فاصلة عن موعد الانتخابات الرئاسية نفسها .. ولكن أيا منهما لم يكن قد أعلن عن تلك النوايا وكأن مصر ستظل أسيرة نواياهما
  • بينما أولئك المُصنفون "فرز تانى وتالت ورابع" من لصوص ومنافقين.. يحاولون تبديل وجوههم وتغيير مبادئهم وسلخ جلودهم القديمة كالثعابين والأفاعى

الاثنين، ٣١ مايو ٢٠١٠

"بصقة صهيونية" فى وجه العالم


لم تهتم اسرائيل بدولة واحدة من الدول الأربعين التى ينتمى لها أعضاء أسطول الحرية لغزة الـ 700 الذين توجهوا فجر الإثنين الى غزة المحاصرة عبر البحر لكسر قيود الجريمة الدولية شارك فيها الجميع بالصمت والتواطؤ والمشاركة .. والتى حولت هذا القطاع الى أكبر سجن مفتوح فى العالم، ومحاصرته بيد من حديد ليواجه أهله الفقر والجوع والمرض والموت.

إقتحم جنودها سفن الأسطول البحرى وتعاملوا بالاسلحة البيضاء مع ركابها وقتلوا 19 شخصا معظمهم من الأتراك .. وأصابوا عدد كبير إصابات قاتلة منهم الشيخ رائد صلاح زعيم الحركة الاسلامية داخل اسرائيل، وقامت بأسر كل أعضاء الأسطول ومنهم نائبى مجلس الشعب المصريين من جماعة الاخوان محمد البلتاجى ومحمد فاروق.

لم تهتم اسرائيل بقتل من قتلت ولا إصابة من أصابت ولا أسر من أسرت .. لأنها لا تقيم للعالم ومنظماته وزنا .. ولا تتوانى عن سحق من تريد لتحقيق اهدافها وحماية أمنها بكل سبل الإرهاب .. وتعتقد بأنها فوق كل البشر وأهم من كل الدول.

سبق لهذا الدولة العنصرية تحت قيادة الارهابى الأكبر أرييل شارون (الحى أسما والميت حتى التعفن فعلا) أن سحقت مواطنه أمريكية ناشطة فى مجال حقوق الإنسان ومتعاطفة مع الفلسطينيين حية وتحت أنظار العالم .. حينما صدرت تعليمات لجرافة إسرائيلية بسحق الناشطة راشيل كورى وتسويتها بالأرض أمام الكاميرات التى صورت لقطة بلقطة وهى تحاول منع الجرافة من هدم منزل لأسرة فلسطينية وتشريدها فى الشارع وتجريف أرضها الزراعية.

لم يهتم السفاح شارون بجنسية راشيل كورى وقرروا سحقها .. تماما كما لم يهتم السفاح نيتانياهو بأربعين جنسية عربية وغربية .. ولا بدياناهتم مسلمين ومسيحيين ويهود وملحدين .. الكل لدى دولة الارهاب واحد .. هم مجرد صفر بلا قيمة .. فى عالم لا قيمة له الا لكل ما هو صهيونى.

أنه ارهاب الدولة الاسرائيلية يمارسه مجموعة من عتاة الارهاب والقراصنة بحق سكان الكوكب .. بينما يرفرف علم هذا الكيان الارهابى فى سماء عواصم عربية منها القاهرة وعمان والدوحة .. وتتباطأ العواصم الكبرى فى ابدء رد الفعل على تلك الجريمة الشنيعة.

نحن أمام فرصة كبرى لنفضح اسرائيل ذلك الكيان الذى يدعى نفسه واحة للديمقراطية .. ونفضح ممارساتها وهمجيتها .. لنحاصر اسرائيل ونستغل حالة الغضب التى تجتاح العالم لعرض قضايانا العادلة .. وشرح أبعاد ذلك الحصار الغاشم الذى ساهمنا فيه .. وساهمنا بالتقليل من شأنه وإعطاء اسرائيل فرصة للحديث عن أن أسطول الحرية كان عملا مستفزا وليس لكسر الحصار .. بدليل دخول مئات الاطنان من المساعدات الاماراتية عبر منفذ رفح، بينما أسطول الحرية فى عرض البحر يتجه نحو "غزة" لكسر الحصار الخانق عنها.

يجب أن نرفع أصواتنا جميعا .. لنطالب بمعاقبة دولة الارهاب .. ونكشف للرأى العام العالمى أن الصهاينة فى اسرائيل يودون العالم نحو الحروب والدمار.

الخميس، ٢٧ مايو ٢٠١٠

بطولة حوض النيل


هل يمكن أن نقول أن أزمة "مياه النيل" قد انفجرت فى وجوهنا بشكل مفاجئ؟؟ .. بالطبع لا .. فالازمات من هذا النوع تحتاج لسنوات طويلة قبل أن تنفجر .. إنها أزمات من نوعية خاصة .. والخوض فيها يصعب أن يكون لمجرد "جر الشكل" .. ولكنها أزمات قد تسفر عن قطيعة أو حتى حروب .. حينما يصل الامر الى تهديد دولة ما بالمساس بسريان الحياة لديها .. كما هو حال النيل بالنسبة لمصر.

لم تكن قضية خروج مجموعة من دول المنبع على طاعة مصر بحكم انها الدولة الاكير .. مجرد خلاف فى وجهات النظر .. ولكنها وستثبت الايام ذلك .. مجرد صرخة سمراء لاعادة مصر الى الحضن الافريقى .. والانتباه الى فناءها الخلفى .. الاهم بكثير من قضايا وملفات اخرى تستنزف الطاقة السياسية المصرية.

يريد الأفارقة مزيد من الاهتمام .. قد أكبر من العطاء .. تريد أن تاخذ قبل أن تفكر ما الذى تعطيه .. فهى التى تحتاج .. وليس غيرها .. وبعدة مقاييس إقتصادية .. فمصر هى الطرف الأكثر قدرة على العطاء فى دول حوض النيل التسع .. فلديها من الخبرات ما تستطيع أن تمنحه للباقين فى كل المجالات.

لذلك وبعد أن تنتهى تلك الزوبعة حول مياه النيل وهو ما أتوقع أن يكون بحلول العام القادم على أقصى تقدير .. يجب على مصر أن تفكر فى عدد من الامور البسيطة التى ستترك أثرا كبيرا لدى الدول الأفريقية فى حوض النيل والتى بات لديها رأى عام مضاد لمصر .. رغم ما قدمته مصر فى أزمان سابقة للدول الأفريقية جميعا فى سنوات التحرر من الاستعمار.

  • تستطيع مصر أن تتوقف مبدئيا عن قتل المتسللين الأفارقة الى اسرائيل، وحماية الحدود الاسرائيلية بالوكالة، ودفع فاتورة النصرية الصهيونية، بينما تتحول تلك الاخبار فى الاعلام المحلى لدول حوض النيل الى قصص وحكايات محزنة - على غرار تأثير مقتل الشاب المصرى فى لبنان على سبيل المثال فى المجتمع المصرى- وهو ما يصنع رأيا عاما ضد مصر فى تلك البلدان، بينما اسرائيل هى الحمل الوديع الذى "يبرطع فى الخير الأفريقى" ويضايق مصر التى تحمى حدوده .. ولا أعرف لماذا؟.
  • تستطيع مصر أن تنظم دورة رياضية لكرة القدم تضم منتخبات أو أندية دول الحوض العشر فى بطولة صيفية تحت مسمى "بطولة وادى النيل" وتستضيفها سنويا متحملة نفقاتها التى يمكن تدبيرها من شركات الرعاية، ومنح حقوق بثها مجانا للدول المشاركة، وتسليط الضوء على نجوم الرياضة فى هذه الدول.
  • يمكن لمصر أن تطلق حملات صحية ربع سنوية ممولة من المؤسسات الدولية لتقديم الرعاية الصحية للقرى الفقيرة فى تلك البلدان تحت رعاية حكوماتها المركزية، وسيكون لذا دور كبير أيضا.
  • يمكن لمصر أن تهدى لتليفزيونات هذه الدول مجموعة كبيرة من الأفلام المصرية المترجمة للغة السواحيلية والانجليزية والفرنسية مجانا لعرضها فى التليفزيونات الحكومية بدول الحوض.
  • تستطيع مصر أن تفتح عدد من المراكز الثقافية المصرية فى عواصم دول الحوض، وتقديم منح تفريغ لعدد محدود من المبدعين الأفارقة للدراسة وتقديم ابداعهم فى مصر.
  • تستطيع مصر أن تتكفل ببناء ستاد لكرة القدم أو صالة مغطاة بإسمها فى كل دولة من دول حوض النيل.
  • تستطيع مصر أن تمنح مميزات جمركية وضريبيبة لرجال الأعمال المصريين الذين يوجهون جزء من استثماراتهم لدول الحوض وتشجيعهم على دخول تلك الأسواق البكر.
  • تستطيع مصر منح تلك الدول مرتبة الدول الأولى بالرعاية واعطاء الاستيراد منها أولوية أكبر، مثل استيراد اللحوم من أثيوبيا والشاى من كينيا والموز من أوغندا وجوز الهند من الكونغو بدلا من استيراده من أسواق مشتتة، وهو ما سيرفع ميزان التبادل التجارى.
  • تستطيع مصر أن تقدم منح علمية للمتميزين من أبناء تلك الدول ورعايتهم علميا وإعادتهم الى بلادهم مرة أخرى.
  • تستطيع مصر أن تفعل الكثير وأن تكسب تلك الدول ببساطة .. أما اسرائيل وما يقال أنها تفعله فلها شأن أخر.

الاثنين، ١٧ مايو ٢٠١٠

الـ"كومودينو" فى الـ"هايد بارك"


يرى البعض أن خروج المصريين للشارع وتجرأهم على مواجهة السلطة والجهر بمطالبهم والاصرار عليها، من خلال مئات الإعتصامات والمسيرات والمظاهرات والوقفات الاحتجاجية هو نوع من التطور الديمقراطى وكنتيجة طبيعية للحراك السياسى الذى شهدته مصر عام 2005 باعتباره من المكاسب التى رفض الشعب التنازل عنها أو إضاعتها من يديه.

لكن هؤلاء الذين يرون الأمر بتلك الصورة – مجرد إعتراض عالى الصوت – ويطالبون بعزل هؤلاء المعترضون فى مكان بعيد ربما حديقة أو نادى إجتماعى مستعيرين وصف الـ"هايدبارك" من التجربة الانجليزية الشهيرة للتعبير عن الراى، حتى لا تعطل الاعتراضات والمظاهرات المرور والمصالح اليومية للمواطنين وأجهزة الدولة، ينظرون للأمر نظرة سطحية فقيرة.

فما حدث على الطريق الدائرى يوم الجمعة الماضى من سكان جزيرة محمد والوراق لم يكن مجرد اعتراض من سكان يريدون الحياة فى مستوى رفاهية أفضل، ولكنه كان صراخا من أجل الحياة .. مجرد حياة كما هى بدون أن تنغصها قرارات حكومية غبية أو تدخلات تتعامل معهم كشئ يشترى ويباع وينتقل وكأنه "كومودينو" فى غرفة نوم من دمياط.

ولم تكن الليالى التى قضاها عمال مصر على الرصيف المواجه لمجلس الوزراء ثم مجلس الشعب .. نوع "تغيير الفرشة" ولكنه كان نوما على الاسفلت فى شارع لا ييتوقف فيه السيارات عن المرور .. للمطالبة برفع الأجر الى بضع مئات .. فى زمن يعانى فيه أصحاب الآلاف من ضيق العيش .. وهم حين يقررون البقاء وإلتحاف السماء والنوم على تراب الأرض حتى الرمق الأخير .. فهم لا يسعون الى صياغة تغيير السياسة .. ولكنهم جعل حياتهم مقبولة .. قبول الحد الأدنى.

لذلك فإن النظر الى هذا "الحد الأدنى" بإعتباره رفاهية يمكن تعويضها بمكان لطيف وبعيد يخصص "للصراخ" .. يرفع غضب الناس الى مستوى أعلى .. مستوى الدفاع عن النفس ضد من يعتقدون أنه يريد قتلهم .. من خلال "الفقر" و"الجوع" و"المرض".

وفى ثقافتنا فإن الدفاع عن النفس "شرف" .. والموت فى سبيله فخر .. والتضحية لأجله واجب .. وهذا الواجب حتى وإن تأجل أو تم تحمله لظروف ما .. فإن تلبية نداؤه تصبح فرضا عندما تصبح الحياة مستحيلة لديهم .. ومتاحة لغيرهم.

أولئك الذين يتظاهرون من أجل رفع رواتبهم بضع مئات من الجنيهات .. يصعب أن يتحملوا عدم الحقد على من يتحصلون على رواتب بمئات الآلاف من الجنيهات .. فى ذات المدة الزمنية.

يقتنع الناس بأن فروق الامكانيات والتعليم والمهارات ليست هى السبب وحدها فى تلك الهوة فى الأجور وفى الحياة .. لكن بسبب غياب العدل والعدالة والانسانية.

لذلك يجب على الحكومة ومن يتحدثون بلسانها أو يحاولون التقرب لها ومغازلتها أن يتعاملون مع قضية وضع الـ"كومودينو" فى الـ"هايد بارك" .. أن يدركوا حساسية الأمر .. ويتجنبوا غضب الفقراء الذين لا يعنيهم من يمثلهم ولا من يحركون السياسة .. فالسياسة فى وجهة نظرهم هى الطعام والكساء والدواء وتعليم الأولاد .. بالحد الأدنى .. فقط الحد الأدنى .. فهل هذا كثير؟؟

الاثنين، ١٠ مايو ٢٠١٠

أنا جاى أهرج


5 سنوات مرت على التعديلات الدستورية التى تم إقرارها فى استفتاء شعبى والتى تضمنت المادة 76 التى تحكم آلية الترشيح فى الانتخابات الرئاسية القادمة.

ورغم أن التعديلات نفسها لاقت معارضة شديدة من احزاب وحركات الشارع فى حينها، الا أن السياسة كانت تقتضى التعامل معها باعتبارها أمر واقع يصعب تغييره للمرة الثانية خلال 5 سنوات، من قبل نظام، هو نفسه الذى أبقى الدستور على حاله لمدة 25 عاما تقريبا.

كل القوى السياسية فى مصر كانت تعلم ذلك، وكانت تعلم أيضا أن الاحزاب الحالية لديها القدرة على الدفع بمرشحين فى الانتخابات الرئاسية القادمة، لكنها واصلت الصراخ دون عمل والتآمر بلا ملل حتى بات المشهد هزليا الى أقصى درجة.

فالأسماء المعلنة كمرشحين للانتخابات الرئاسية القادمة كلها لاتملك الصلاحية الدستورية والقانونية للترشيح من الأساس، وفقا للمادة 76.

أيمن نور زعيم حزب الغد محروم من ممارسة النشاط السياسي بسبب ادانته فى قضية ماسة بالشرف، بغض النظر عن موقف السلطة من القضية وهل هى قضية تزوير حقيقة أم ملفقة، ثم أن هذا الترشيح عن حزب الغد يمثل حزبا غير شرعيا بعد أن حكم القضاء الإدارى بأن حزب الغد الشرعى هو الحزب الذى يرأسه "موسى مصطفى موسى"، وبالتالى فإن إعلان أيمن نور ترشيح نفسه، أشبه بمن يحرز هدفا فى كأس العالم القادمة بجنوب إفريقيا، ومن أحرز لقب الهداف فى بطولة كأس العالم الرمزية التى أقيمت بقطاع غزة.

أما الدكتور محمد البرادعى فالرجل حتى الأن إكتفى بجولات خارجية مكوكية لا نعرف ماذا وراءها، وقضى فى الخارج أكثر مما قضى بالداخل، ويمارس السياسة بطريقة "شيك"، مكتفيا بحوارات صحفية وتليفزيونية ولم نر منه "كرامة" من كرامات السياسيين الكبار سوى جولات للمساجد والكنائس والأضرحة، مستنفذا الفرص الباقية له ليترشح عبر أى حزب "شرعى" بإصراره على تعديل الدستور أولا، وحتى الأن لم ينجح فى جذب العدد المطلوب من التوكيلات التى تسمح له بالمطالبة بتعديل الدستور، عبر موقع الجمعية الوطنية للتغيير الذى استولى عليه "قراصنة" وحولوه الى "مقلب" للفيروسات، ينفر منه أى زائر.

الثالث هو حمدين صباحى عضو مجلس الشعب بصفته مستقلا، ووكيل مؤسسى حزب الكرامة تحت التأسيس وهو الأخر لا يملك الصلاحية القانوينة للترشيح مالم يحصل على التوقيعات المطلوبة للترشيح من "الحزب الوطنى ونوابه وأعضاء محلياته" وفقا للمادة 76 .. وهو ما تراه المعارضة من الاساس أمرا مستحيلا، وبناء عليه تطالب بتعديلها مرة أخرى لتسمح بترشيح المستقلين دون قيود أو شروط تعجيزية.

ولا يبقى للمصريين سوى شخصان أحدهما هو موسى مصطفى موسى الرجل أستولى "بالقانون" على حزب أيمن نور، وقاد مسيرة لحرق مقره والذى أعلن عن ترشيح نفسه فى الانتخابات الرئاسية فى مواجهة الرئيس مبارك .. ولا تعليق.

والثانى هو هو الدكتور عبد الله الأشعل الذى أعلن ترشيح نفسه عن حزب مصر العربي الاشتراكى فى الصباح، ونفت قيادات الحزب هذا الترشيح فى المساء .. وهو مرشح لديه 5 دكتوراه و80 كتاب .. وأفكار "غاضبة" ومبادرات "خلاقة" .. لكنه بلا حزب وبلا جماهيرية.

فهل هناك استخفاف بالشعب أكثر من تلك الترشيحات .. أم أن هؤلاء الذين يعلنون ترشيح أنفسهم لهم مآرب أخرى .. ولديهم رغبة فى حمل لقب "مرشح رئاسى سابق" .. باعتباره أخر ما يسمح به الواقع .. ويذكرنى بالسؤال الأثير للسينما المصرية فى فيلم الكيف .. "انت جاى تعزى ولا جاى تهرج؟" .. ولكن بصيغة "انت جاى تترشح ولا جاى تهرج".

ولكن يبقى السؤال الاهم هو : أين أحزاب الوفد والناصرى والتجمع من "تلك الهيصة" .. ولماذا لم تستعد من 2005 لعمل اى شئ والمشاركة فى الانتخابات الرئاسية وهى الأحزاب الشرعية الأعرق والأقدم .. هل سنتهم الأمن والحزب الوطنى ونظرية المؤامرة .. أم يجب أن نعترف بأننا لا نستحق كشعب أن نشارك بفاعلية فيما يفوق انتخابات "مركز شباب".. ما دامت تلك هى أحزابنا السياسية .. وهؤلاء هم رؤسائها.

حسن الزوام

الاثنين، ٣ مايو ٢٠١٠

حزين على لبنان


قضية اعدام أهالى قرية كترمايا اللبنانية الشاب المصرى "محمد مسلم" المشتبه به بقضية مقتل طفلتان وجداهما والتمثيل بجثته.. مازالت تستحق البحث عن تفسيرات جديدة.. وطرح المزيد من علامات الاستفهام حول كافة عناصر القضية التى أزعجت المصريين وعقلاء اللبنانيين على حد سواء.

صور القتل الهمجى البشع التى ألتقطت بدماء باردة.. أظهرت لنا الحقيقة التى نحاول إخفاءها.. اننا شعوب متخلفة.. يحركها الجهل والقبلية.. وكأننا نحن الى ماضينا عندما كنا قبائل نرتحل بلا مستقر.. ولم تؤثر فينا كل القيم التى ندعيها.. بأننا شعوب متحضرة.. أو حتى نحاول ذلك.

فى لبنان الأن تطرح عشرات الأسئلة.. أولها كيف أخطأت الشرطة فى إحضار المتهم الى مسرح الجريمة بعد ساعات من القبض عليه؟؟.. وقبل استكمال التحقيقات معه لمعرفة أسباب الجريمة؟؟.. وكيف سمحت للأهالى بإختطافه مرتين ؟؟.. الأولى من أمام منزل الضحايا والاعتداء عليه بالضرب والطعن ؟؟.. والثانية من المستشفى الذى نقل اليه بين الحياة والموت.. ليتم ذبحه وإعدامه والتمثيل بجثته؟؟.. وتعليقها على أحد الأعمدة بالقرية.. وكأن دولة لبنان تلك مجرد "ديكور" بلا سلطة ولا سلطات.. وكيف تركت تلك الجريمة تحدث على مدار ساعتين كاملتين؟؟.. دون أن تتدخل لسحب الجسد الميت من بين أيدى الغاضبين الهمج.. الذين لم يحترموا قانونا.. ونفذوه بأيديهم دون أن يتحققوا من أن "محمد مسلم" هو القاتل.. وأن جريمته لم يكن لها دوافع معروفة.. ولم يعكن له شركاء.. ودون أن يتحققوا من اتهامات أم الطفلتين القتيلتين.. لطليقها بأنه قد يكون له دور فيما حدث؟؟.

يتساءل العقلاء فى لبنان.. كيف سيتم التحقق الان من أن الشاب المصرى "محمد مسلم" لم يعترف تحت التعذيب بإرتكاب جريمة قتل يوسف أبو مرعي وزوجته كوثر وحفيدتاهما؟؟ خاصة أن بعض المصادر الأمنية قالت لصحيفة الأخبار اللبنانية أن اعترافاته لم تكن واضحة وقاطعة؟؟ .. وأن الشرطة لم تتلاعب فى أحراز القضية أو لم تلفقها له من الأساس ؟؟.. وكيف سيتم تنفيذ مطالب السلطات الأمنية والقضائية بضبط قتلة محمد ومن مثلوا بجثه أمام الناس؟؟.. وهم العشرات من شباب القرية التى فرضت قانونها فوق قانون الدولة اللبنانية ويتفاخرون بأنهم ارتكبوا هذا الجرم البشع والتأكيد على ان مرتكبيها هم كل سكان كترمايا الـ 15 ألف نسمة.. أولئك الذين دمروا سمعة لبنان وأظهروها كدولة يسكنها متخلفين همج.. ونظاما سياسيا ضعيفا يمارس سلطاته بشكل صورى مكتظ بالأخطاء.

وفى القاهرة.. ينتظر سكان الجمالية وصول جثمان محمد ليدفن فى بلاده.. وربما يلفون جسده بالعلم المصرى ويطالبون بالثأر.. رغما أنه كان شقيا مشاغبا تعرض للسجن أكثر من مرة فى مصر كما نقلت الصحف.. لكنهم ينتظرون دورا للخارجية المصرية.. ويطالبون بتحقيق قضائى دقيق.. وبإرسال وفد قضائي مصرى للوقوف على التحقيقات فى لبنان.. وياخذ فى الاعتبار أن الشاب المصرى كان يخطط للزواج قريبا بعد تجربة فاشلة أسفرت عن طفلة فى عمر من اتهم باغتصابها .. ولا يعقل أن يكون قد ارتكب جريمته بدافع اغتصاب طفلتين أكبرهما عمرها 9 سنوات.. كما لا أحد يعرف كيف خرج من مصر بشكل غير شرعى ؟؟.. وكيف دخل لبنان بشكل غير شرعى ؟؟.. وكيف تركته العدالة هناك رغم اتهامه باغتصاب فتاة قاصر؟؟.. بدلا من ترحيله الى مصر يسبب دخوله وإقامته غير الشرعية؟؟

فى القاهرة.. حزن دفين.. على لبنان التى فقدت بعض أبناؤها فى جريمة اتهم فيها مواطن مصرى.. وعلى لبنان التى دمر بعض المتخلفين فيها صورتها أمام العالم.. حزن على مشاهد الدموية التى تجعلنا نخاف من بعضنا.. ونخشى لحظة عودتنا الى طباعنا البربرية الخشنة فى مواجهتنا لأنفسنا.

 
خد عندك © 2010 | تعريب وتطوير : سما بلوجر | Designed by Blogger Hacks | Blogger Template by ColorizeTemplates